بالصور...أقوى إعصارات وغضب الطبيعة

بالصور...أقوى إعصارات وغضب الطبيعة

يُطلَق على هذا الصّنف من العواصف أسماء عدّة أبرزها الإعصار المداري أو العاصفة المداريّة الدّواميّة أمّا في اللّغة الإنجليزيّة فيُعرف بالهوريكين (Hurricane). هذه التّسمية هي وصف لطبيعة هذه العاصفة التي تتميّز بالأعاصير والرّياح الفائقة السّرعة التي تُشكّل خطر على البشر والحجر، كما أن ظهورها محصور بشكلٍ أساسي حول خط الإستواء حيث تتغذّى من الكُتل الهوائيّة الموجودة في تلك المناطق. تتكوَّن هذه العواصف بعدما يرتفع البخار الدّافئ من المحيط نحو الطّبقات الهوائيّة الباردة وتختلف عن أنظمة الأعاصير الأخرى من خلال مركزها السّاخن وهو سبب تسميتها عاصفة القلب الحار.

تختلف مخاطر تلك الزّوابع، فإلى جانب الرّياح العاتيَة نشهد أمواج عالية وكميّة كبيرة من المتساقطات، إنّها الخلطة الأنسب للفيضانات! المناطق السّاحليّة هي الأكثر تضرّراً في حال حدوث إعصار مداري إذ يَضعف هذا الأخير عندما يصل إلى اليابسة لأنّه يبتعد عن المحيط ويُواجه إحتكاكات عالية لكن هذا لا يمنع وقوع فيضانات في المناطق الدّاخلية. لهذا الشّذوذ المناخي جانب إيجابي، إذ هذا النّوع من العواصف يُساهم بنقل الحرارة العالية نحو الأماكن المعتدلة ما يُحافظ على إستقرار مناخي في كل العالم.

بُنيَة الهوريكين

الإعصار الإستوائيّ

تنقسم هذه العواصف إلى جزئين، حقل الرّياح هو القسم الأوّل و يدور حول المركز المعروف بإسم عين الإعصار:

عين الإعصار

الإعصار الإستوائيّ

 عندما نلتقط صوَر فضائيّة لعاصفة مداريّة دوّاميّة نلاحظ أن الوسط خال من الغيوم وهذا نتيجة إنخفاض الهواء نحو الأرض بدل من أن يرتفع إلى الطّبقات العليا ما يمنع تشكّل السّحاب في تلك النّقطة بالتّحديد. تتميّز هذه الأخيرة بمناخ هادئ يحدُّه من كل الإتّجاهات هواء ثائر يرتفع إلى الأعلى ويُشكّل "حائط العين" وهو المكان الأسوأ في العاصفة. تتميّز عين الإعصار بشكل دائري و معدّل قطرها ٦٥ كيلومتر، قد ينخفض إلى ٣ كيلومترات لكن من الممكن أن يصل حتّى ٣٧٠ كيلومتر.

حقل الهواء

الإعصار الإستوائيّ

 تدور الرّياح هنا حول عين الإعصار ويختلف إتّجاهها بحسب موقع العاصفة، ففي النّصف الشّمالي من الأرض تغزُل بعكس عقارب السّاعة لكن إلى جنوب خط الإستواء نلحظ أن دورانها مُطابق لإتّجاه عقارب السّاعة. يتميّز هذا الجزء من العاصفة بالرّعد والبرق والمتساقطات الغزيرة وتشتد سرعة الهواء كلّما اقتربنا من سطح الأرض.

أعنف الأعاصير الإستوائيّة

الإعصار الإستوائيّ

يرتكز المركز الإقليمي المتخصّص بالأرصاد الجويّة (Regional Specialized Meteorological Center) على سرعة الرّياح والضّغط الجوي في عمليّة تصنيف هذه العواصف. نذكُر هنا أقوى الأعاصير في مختلف المناطق:

شمال المحيط الأطلسي

في عام ١٩٨٠، سجّل إعصار ألن (Hurricane Allen) أعلى سرعة هواء إذ تخطّت ٣٠٥ كيلومتر في السّاعة، أمّا على مستوى الضّغط الجوي فسجّل إعصار ولما (Hurricane Wilma) الرّقم الأدنى مع 0.٨٨٢ باسكال.

شرق المحيط الهادئ

يتصدّر إعصار باتريسيا (Hurricane Patricia) لائحة أقوى العواصف في هذه المنطقة على كل المستويات كما أن سرعة الرّياح التي نَتجت عنه هي الأقوى عالميّاً إذ وصلت حتّى ٣٤٥ كيلومتر في السّاعة.

الإعصار الإستوائيّ

شمال غرب المحيط الهادئ

إعصار التّيفون الذي أُطلق عليه إسم تيب (Typhoon Tip) هو أقوى عاصفة إستوائيّة مُسجّلة مع سرعة رياح تخطّت ٢٦٠ كيلومتر في السّاعة في عام ١٩٧٩.

شمال المحيط الهندي

سنة ١٩٩٩، تجاوَزت سرعة الهواء ٢٦٠ كيلومتر في السّاعة ووصل الضّغط الجوي إلى ٠٫٠٩١٢ باسكال، عُرفَت العاصفة بإسم إعصار أوديشا (Odisha Cyclone) و هي الأقوى في تاريخ هذه المنطقة.

الكاتب: نزار زغيب
المزيد