الطّاقة الحيويّة: لا يُهدر شيئاً!

الطّاقة الحيويّة: لا يُهدر شيئاً!

تُنتَج الطّاقة الحيويّة من ما يُعرف بالمصادر الحيويّة التي تسمّى الكتلة الحيويّة وهي كل مادّة عضويّة خزَّنت ضوء الشّمس وحوّلته إلى طاقة كيميائيّة. تُشكّل هذه الكتلة الوقود لهذا النّوع من الطّاقة و يكون مصدرها النّبات بشكلٍ أساسيٍّ كالخشب، القش وقصب السّكر، كما بإمكان الوقود أن يتشكّل من بقايا الحيوانات، إذاً هو منتجاً ثانويّاً منتشرًا في الطّبيعة لكن هذا لا يعني أنّه مجّانيّ بل من المهمّ تغطية مصروف الأرض وتكاليف بناء الآلات المطلوبة والتي تلعب دور إستخلاص الطّاقة من الكتلة الحيويّة وإنتاج الكهرباء منها. يعتمد هذا النوع من الوقود على دورة الكربون ما يجعله متجدّد على عكس الفحم والنّفط.

الطّاقة الحيويّة

مصادر الوقود الحيويّ في العالم

تتميّز بعض المزروعات بقدرة أكبر من غيرها على إنتاج الوقود الحيويّ أهمّها فول الصّويا والذّرة، فعلى سبيل المثال،يكثُر إستغلال الصّفصاف في الولايات المتّحدة الأمريكيّة لدعم هذا الإنتاج، أمّا في أوروبا يرتكزون على القمح والشّمندر السّكري. كما نشهد في البرازيل إستخدام قصب السّكر. جميع الإحتمالات منتشرة في الطّبيعة لكن نضيف إليها بعض المُنتجات النّاتجة عن عمليّات صناعيّة وزراعيّة أو حتّى نفايات المنازل.

الطّاقة الحيويّة

نَذكر أيضاً أن أنواع معيّنة من الكتل الحيويّة تتحوّل من خلال عمليّات محدّدة إلى نوع آخر من الطّاقة الجاهزة للإستخدام كغاز الميثان الذي يَنتُج عن النّفايات المتعفّنة و البقايا الزّراعيّة والبشريّة، أو غاز الإيثانول الذي نحصل عليه بعد تخمير الذّرة أو قصب السّكر ويُستعمل كغاز نقل.

إنتاج الكهرباء

يشكّل قصب السّكر الكتلة الأفضل لإنتاج الكهرباء، إذ تستخرج المعامل منها السّكر المنتشر في كل أرجاء النّبتة ويُطلق عليه إسم السّكروز (Sucrose) في هذه المرحلة، يتحوّل لاحقاً إلى سكّر وإيثانول الذي بإمكانه تشغيل محطّة مكتفية ذاتيّاً من ناحية إنتاج وإستهلاك الطّاقة الكهربائيّة كما قد تتمكّن من بيع كميّة لا بأس بها من الطّاقة الزّائدة. تستغل هذه المعامل قصبة السّكر بالكامل إذ تحرق الأجزاء المتبقيّة من بعد إستخراج السّكروز كي تؤمّن حرارة لتقطير المياه وكهرباء لتفعيل الآلات.

الطّاقة الحيويّة

أهم ميزة للطّاقة الحيويّة هي أن معظم الإنتاج يصدُر خلال الموسم الجاف وبهذه الطّريقة يعوّض النّقص الذي يطال الإنتاج الكهرمائي. نضيف إلى ذلك إمكانيّة المحافظة على البيئة إذ تتمتّع هذه النّبتة بنسبة منخفضة جدّاً من الرّماد مقارنةً بالفحم ما يُصنِّف حرقها آمن بيئيّاً خاصّةً مع المستويات المتدنيّة من الكبريت أيضاً.

التّأثير البيئيّ للطّاقة الحيويّة

تتخوّف بعض المنظّمات مثل غرين بيس (GreenPeace) و مجلس الدّفاع عن الموارد الطّبيعيّة (Natural Resources Defense Council) من التّأثير السّيئ الذي تفرضه عمليّات البحث وإستخراج الوقود الحيويّ من الغابات إذ إن هذه التّصرّفات تغيّر في النّظام البيئيّ المُنتشر في المحيط المذكور وقد تُعرّض الحياة الطّبيعيّة، نباتيّة كانت أو حيوانيّة، إلى خطر. كما تطلب هذه الجمعيات أيضاً تشديد الرّقابة على عمليّات الإستخراج لأنّه من السّهل إستغلال الطّبيعة وسرقة كميّة إضافيّة من الكتلة الحيويّة بسبب كثافتها في المناطق النّائية.

الطّاقة الحيويّة

دراسات الطّاقة الحيويّة

الطّاقة الحيويّة

من ناحية أخرى، أوضحت بعض الدّراسات أن دورة الكربون الطّبيعيّة قد تتطلّب وقتاً أكثر من ما كان مرجّحاً في أكثريّة الحالات. نضيف إلى ذلك العدد الكبير من الأشجار التي تُقطَع ما قد يزيد من حدّة الإحتباس الحراري وهو عكس ما تهدف إليه الشّركات التي تعمل على إنتاج الطّاقة الحيويّة النّظيفة والمتجدّدة. كل هذه المسائل تبرز الجانب السّيئ لهذا الموضوع ولهذا السّبب ما زالت الطّاقة الحيويّة محدودة الإستعمال في العالم.

للمزيد من المعلومات حول مصادر الطّاقة إضغط هنا.

الكاتب: نزار زغيب
المزيد