الرّحلات إلى القمر: عطلة المستقبل

الرّحلات إلى القمر: عطلة المستقبل

إنتشر هذا الموضوع حول العالم منذ مطلع الألفيّة الثّانية لكن يقترب الوقت شيئاً فشيئاً نحو تحقيق هذا المشروع الذي يحلم به الكثيرون. منذ حوالي الخمسين سنة كانت تنتشر هذه الفكرة فقط في الأفلام أمّا الآن ومع تنافُس عدّة شركات على أن تكون السبّاقة في هذا المجال، شهدنا تقدّماً هائلاً بما يتعلّق بتطوير الصّواريخ والمركبات والتّحضيرات الخاصّة بالرّحلات الفضائيّة.

هذه الرّحلات ليست بالسّهلة فهي مُكلفة كثيراً وتتطلّب فترة طويلة من التّجهيزات والتّدريبات، ولهذه الأسباب كانت آخر رحلة إلى القمر في عام ١٩٧٢ على متن مركبة الأبولو ١٧ (Apollo 17)، لكن منذ ذلك الحين طرأ تطوّر كبير في هذه القطاعات من العِلم.

الرّحلات إلى القمر

أبرز المعلومات العامّة حول الرّحلات إلى القمر

يَبعُد القمر عن الأرض مسافة تفوق ٣٨٤٠٠٠ كيلومتراً وهو القمر الطّبيعيّ الوحيد لكوكب الأرض. كثُرت الرّحلات عليه خلال الحرب الباردة بين الولايات المتّحدة الأمريكيّة والإتّحاد السّوفياتيّ وكانت بمثابة سباق للسّيطرة على قطاع الفضاء بين هاتين القوَّتين العالميَّتين. خلال تلك الفترة، تمكّن ١٨ شخصاً من الوصول على الأقل لمدار القمر وتفوَّقت الولايات المتّحدة الأمريكيّة في هذا السّباق مع هبوط المركبة الفضائيّة أبولو ١١ (Apollo 11) في عام ١٩٦٩ على سطح القمر وأصبح حينها نيل أرمسترونغ (Neil Armstrong) أوّل إنسان يتمكّن من السّير عليه. آخر الرّحلات الفضائيّة نحو هذا المكان والأكثرها تطوّراً استغرقت حوالي الثلّاثة أيّام للوصول لكن بضعة الآلات الخالية من المسافرين تمكّنت من الوصول بأقلّ من ٩ ساعات، وهذا أحد الأسباب التي تُصعِّب هذه المهمّة بشكلٍ كبيرٍ ما يعني أن حتّى مع إنطلاقها ستكون مكلفة جداً ما سيَحصُر إستخدامها بأغنياء العالم فقط.

الرّحلات إلى القمر

الشّركات المتنافسة على الرّحلات إلى القمر

إلى جانب الرّحلات الإستطلاعيّة أو المهمّات الفضائيّة العلميّة، تنطلق قريباً ما يُعرف بالرّحلات الفضائيّة التّجاريّة (Commercial Spaceflight) و هدفها الأساسيّ نقل الّركاب نحو القمر لممارسة السّياحة الفضائيّة من خلال رؤية الفضاء من خارج كوكب الأرض والإقتراب من القمر. تتفوّق شركتَيّ سبايس إكس (Space X) و سبايس أدفانتشرز (Space Adventures) على باقي المنافسين في هذا المجال إذ هاتان الشّركتان هما الأقرب لتحقيق هذا الإنجاز.

سبايس أدفانتشرز

الرّحلات إلى القمر

تأسّست شركة سبايس أدفانتشرز في عام ١٩٩٨ و هي مؤسّسة سياحيّة أمريكيّة تُقدّم خدمات مثل الرّحلات إلى الغلاف الجويّ، تجربة إنعدام الجاذبيّة وإمكانيّة المشي في الفضاء. ما زالت هذه الشّركة تُحضّر لرحلة نحو القمر، الدّوران حوله ورؤيته من مسافة ١٠٠ كيلومتر لمدّة ٤٥ دقيقة بعد رحلة تستمر خمسة أيّام. حتّى الآن باعت هذه المؤسّسة مقعداً واحداً بمبلغ ١٥٠ مليون دولار وتسعى لتأمين زبون ثاني لأوّل رحلة إلى القمر. كانت قد أعلنت أن بداية السّفر الفضائيّ التّجاريّ ستكون في آخر سنة ٢٠١٧ لكن عادت وأخّرت الموعد حتّى نهاية العقد الحالي.

سبايس إكس

الرّحلات إلى القمر

أما الشّركة الثّانية، وهي الأشهر، تُعرف بسبايس إكس، تأسّست عام ٢٠٠٢ ويرأسُها الرّائد في عالم التّطوّر التّكنولوجيّ في مختلف القطاعات، إيلون ماسك (Elon Musk). تعمل هذه الشّركة على إنشاء نظام كامل للتّنقّل عبر الكواكب وأوّل خطوة هي تنظيم رحلات إلى القمر، الدّوران حوله والعودة بطريقة سليمة إلى الأرض في مركبة فضائيّة مُجهّزة للإستعمالات المتعدّدة.

تمكّنت سبايس إكس من تطوير الصّواريخ المعروفة بعربات فالكون للإطلاق (Falcon Launch Vehicle) كما بنت مجموعات دراغون للمركبات الفضائيّة (Dragon Spacecraft) اللّتان ستنقلان الرّكاب في أولى الرّحلات إلى القمر. أعلنت هذه الشّركة في عام ٢٠١٧ أنّها ستُطلق تلك الرّحلات في سنة ٢٠١٨ من خلال رحلة خاصّة لشخصين نحو مدار القمر ما لاقى إعجاباً كبيراً من ناسا (NASA).

الكاتب: نزار زغيب
المزيد