نادي "ليستر سيتي" قاهر الرأسمالية ..تجربة تستحق التأمل الاقتصادي

نادي "ليستر سيتي" قاهر الرأسمالية ..تجربة تستحق التأمل الاقتصادي

عاش العالم منذ بدء الخليقة في رحاب أنظمة اقتصادية متعددة حيث ستجد في كتب الاقتصاد للتأريخ كيف تطورت تلك الانظمة وكيف أن بعضها يقهر الآخر , فبدءا بأنظمة الاستبدال والمقايضة التي كانت متبعة قبيل اختراع النقود الورقية وصولا للنظام الحالي المتمثل في الاقتصاديات الراسمالية والتي تعتمد علي تواجد الاقتصاد بقوة حيث يتمركز رأس المال كانت هناك أمثله لقهر كل نظام حتي وان كان هو السائد . 

وكون الاقتصاد والمال أصبح العامل الاهم في اي صناعة حتي وان كانت في مضمونها ترفيهية فان تجربة تفوق نادي ليستر سيتي تستحق الدراسة من منظور اقتصادي , فكيف استطاع هذا النادي المغمور التفوق علي كافة مليارات الدوري الانجليزي الاغلي في العالم والذي أصبح راسماليا بصورة واضحة للجميع فمنذ شراء الملياردير الروسي لنادي تشلسي والذي كان سببا في تفوق النادي علي نظرائه واستطاع حصد كافة البطولات وصولا لنادي مانشستر سيتي الذي استطاع هو الآخر عبر الأموال أن يتحول الي المنافسة علي القمة في كافة البطولات كانت كلمة سر هي الأموال . 

ببساطة شديدة مزيد من الانفاق يساوي مزيد من البطولات والنجاح لكن ليس مع ليستر سيتي الذي كسر تلك القاعدة , نادي ليستر الذي كان لاعبوه في الماضي القريب من المغمورين لا يتعدي صداهم مجال بلدة ليستر أصبحو من بين الأغلي والأشهر في العالم وتطرقو لكتابة تاريخ جديد رياضيا واقتصاديا , فبالنظر لأبرز لاعبي الفريق "رياض محرز" "جيمي فاردي" "نجولو كانتي" وغيرهم من أبطال النادي الذي كان مغمورا ستجد أنهم لم تكن لهم قيمة مادية ولا اجتماعية ولم يتطرق أحد الأثرياء اليهم علي غرار بعض الأندية كباريس سان جيرمان الذي عاد للمنافسة بفضل الاموال العربية هو الآخر الا أن الايمان بقدراتهم وأحلامهم حتي وان بعدت وطال بها الامد قد تحققت . 

فنجمنا العربي الجزائري محرز رغب في الابتعاد عن كرة القدم بعد وفاة والده حتي يتمكن من العمل وتوفير نفقات منزله التي أثقلت كاهل والدته التي آمنت به وأخبرته أنه لا يجب عليه الابتعاد عن كرة القدم ليحقق ما كان يتمناه والده الراحل وهو ما استطاع تحقيقه ليصعد من القاع لقمة العالم دون الحاجة لتعزيزات مادية بالمليارات مقارنة بأندية أنفقت الملايين الموسم الماضي علي جلب اللاعبين وكبار المدربين كنادي مانشستر يونايتد الذي كان الاكثر انفاقا العام الماضي الا أن ذلك الانفاق لم يكن له شفيعا لتقديم موسم ناجح . 

لنأخذ تجربة ليستر كمثال ونستخلص منها الآتي , أنه مهما كان حلمك ومهما كان التحدي يجب عليك الايمان بقدراتك وما تملكه ولا يجب عليك النظر الي ما يملكه الآخرون فقد ظن الكثيرون أن تحقيق نادي ليستر للقب الدوري الانجليزي يعد مستحيلا في ظل وجود منافسين في منتهي الشراسة من المنظور المادي والتاريخي الا أن العامل البشري كان هو الفارق وليست الرأسمالية .

الكاتب: أحمد كمال
المزيد