ما هو بريكسيت وما يعني خروج إنجلترا من الإتحاد الأوروبي

ما هو بريكسيت وما يعني خروج إنجلترا من الإتحاد الأوروبي

كان خبر خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي كالصاعقة على الشارع البريطاني والأوروبي من جهة وعلى العالم كلّه من الجهة الأخرى. وبعد أن كانت بريطانيا أحد الركائز الأساسية للإتحاد الأوروبي وتمتعها بالكثير من الإمتيازات أعلنت طلاقها النهائي عن الإتحاد الأوروبي، بخطوةٍ فاجأت الكل وأدت إلى العديد من التغييرات، خالقة العديد من التحديات الجدية لبريطانيا من جهة وللإتحاد الأوروبي من الجهة الأخرى.

إذًا أسئلة عدة تُطرح هنا، ومنها: ما هو بريكسيت وما يعني خروج إنجلترا من الإتحاد الأوروبي، ماذا يعني هذا لمستقبل كل الطرفين ولماذا حصل. إقرأ هنا كل تفاصيل بريكسيت .

ماذا تعني كلمة بريكسيت Brexit؟

نسمع كثيرًا بكلمة بريكسيت لكنّ العديد يجهلون معناها. ماذا تعني كلمة بريكسيت إذًا؟ إنّ هذه الكلمة ناتجة عن دمج كلمة Britain أي بريطانيا وExit أي الخروج. وبعد دمج الكلمتين باللغة الانجليزية ظهرت كلمة بريكسيت أو Brexit.

بريكسيت

لمحة عن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي

رغم عضوية بريطانيا في الإتحاد الأوروبي إلّا أنّ وبحسب العديد من المراجع، لم يشعر البريطانيون يومًا بانتمائهم إلى هذه المظلّة الأوروبية الجامعة، أي الإتحاد الأوروبي. فترجم البريطانيون رغبتهم باستفتاء شعبي في 23 حزيران 2016، بعد أن دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون. لتأتي نتائج هذا التصويت لصالح خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي بنسبة 51.9 % تؤيد الخروج مقابل 48.1 % تُعادي هذا الخروج. وتلت هذه الخطوة التقدم بطلب الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي مع التفاوض على شروط معينة للإنسحاب. مع العلم بأنّ هذه العملية قد تستغرق على الأقل حوالي العامين.

أسباب خروج انجلترا من عضوية الإتحاد الأوروبي

بعد انهيار المنظومة الإشتراكية في أوروبا، لم تُخفي بريطانيا يومًا إنزعاجها من دخول الدول الناشئة إلى الإتحاد الأوروبي. وزادت موجة الإمتعاضات هذه شيئًا فشيئًا، لتصل إلى مرحلة الإنفصال النهائي عن الإتحاد الأوروبي.

إليك أبرز الأسباب التي أدت إلى خروج انجلترا من الإتحاد الأوروبي:

  • الخوف من زوال الخصوصية والهوية البريطانية وخصوصًا بسبب الهجرة.
  • انتقاد سياسات الإتحاد الأوروبي وخصوصًا سياسات الهجرة واللجوء.
  • عبء المهاجرين واللاجئين.
  • ضعف الإزدهار.
  • مساعي لإقامة منطقة تجارة حرّة.
  • رغبة في تقوية النفوذ الدولي لانجلترا.


     

ماذا يعني خروج انجلترا من الإتحاد الأوروبي؟

صدم القرار البريطاني نسبة لا يُستهان بها على الإطلاق، لتبدأ تداعيات هذا الخروج في الظهور على الصعيد الإقتصادي. لتفقد العملة البريطانية أكثر من 10 % من قيمتها في يوم واحد. وعمّت حالة من الفوضى في أسواق السندات والأسهم بالإضافة إلى البورصات الأوروبية. وتم إعادة النظر في التصنيف الإئتماني السيادي لبريطانيا... إذ من الطبيعي أن تكون التداعيات كبيرة على الإقتصاد البريطاني بسبب اعتبار الإتحاد الأوروبي الداعم والمموّل الأكبر على صعيد التجارة في بريطانيا.

كما لا تقتصر التداعيات عند هذا الحد بل هناك نتائج سلبية مُرتبطة بحرية تنقل وانتقال البريطانيين داخل أوروبا، إلى جانب حاجة البريطانيين إلى تأشيرة دخول لزيارة أي دولة أوروبية أو العمل فيها. أمّا على صعيد قطاع الطاقة، فقد يُساهم هذا الخروج في رفع كلفة الإستثمار في هذا القطاع، ما يؤثر على المستثمرين. ويطال هذا الخروج أيضًا قطاع الطيران الذي قد يُعاني من ارتفاع في الأسعار على فئة المستهلكين.

أمّا بالنسبة للعلاقات مع جيرانها الأوروبيين، فقد يؤدي خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي إلى تعقيد العلاقات مع إسبانيا. ويمكن أن تتأثر حركة الأفراد بسبب احتمال إقامة حدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا في الشمال. وظهرت شكوك عدة حول مستقبل بريطانيا وتماسكها كدولة موّحدة بعد التداول بموضوع استقلال إسكتلندا. مع العلم بأنّ مشجعي هذه الفكرة يسعون إلى بقاء إسكتلندا كعضوٍ في الإتحاد الأوروبي.

بريكسيت

وبحسب تقرير أعدته مجلة ديرشبيغل الألمانية، ترى ألمانيا أنّ الإتحاد الأوروبي سيكون أضعف بعد خروج بريطانيا منه. وأوضح التقرير أنّ خروج بريطانيا يؤثر بشكل مباشر على رجال الأعمال في كل من ألمانيا وبريطانيا، حيث توجد شركات ألمانية كثيرة على الأراضي البريطانية وكذلك الأمر بالنسبة لألمانيا حيث يوجد الكثير من الشركات البريطانية. وأضاف هذا التقرير أنّ ألمانيا مُستفيدة إلى حدٍ ما بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، فألمانيا ستكون خليفة بريطانيا وستتربع إذًا على عرش التأثير والزعامة في أوروبا.

التداعيات على الإتحاد الأوروبي

إنّ إستفتاء بريكسيت قلب طاولة الإتحاد الأوروبي بشكل كبير، وأحدث تغييراً لا يُستهان به في المشهد العام للإتحاد الأوروبي، وضعه ومصير العلاقات بين الدول الأوروبية والوحدة الأوروبية. وسيصعب احتواء تداعيات استفتاء بريكسيت على الإتحاد الأوروبي عمومًا.

من الطبيعي إذًا أن يتأثر الإتحاد الأوروبي بشكل سلبي بسبب غياب بريطانيا، ما سيُساهم في إضعافه. وسيتأثر التوازن السياسي داخل الإتحاد، كما هناك خوف من أن تعلو أصوات تدعو إلى تقليد بريطانيا وبالتالي طلب التحرر من الإتحاد الأوروبي، في وقت يهتز استقرار اوروبا بسبب العديد من القضايا العالقة والأساسية كأزمة اليونان واليورو بالإضافة إلى مشكلتي اللجوء والهجرة... ما سيُشكل تهديدًا مباشرًا لعملية التكامل وسيؤثر على صمود الإتحاد الأوروبي في وجه هذه التحديات.

كما لهذا الخروج تأثيرات على الصعيد الإستراتيجي، حيث ستزيد الضغوطات على ألمانيا وفرنسا من أجل زيادة الإنفاق العسكري الخاص بهما والحد من آثار غياب بريطانيا لناحية السياسة الدفاعية والأمنية في أوروبا.

الكاتب: مارتا قاصوف
المزيد