كثرت الأخبار المتعلّقة بكأس العالم الثّاني والعشرين الذي فازت دولة قطر بفرصة إستضافه، إذ انتشرت أقاويل تصف هندسة جديدة للملاعب لم نعهدها من قبل مع أي بطولة أخرى لكن ظهر في المقابل تقارير تتّهم الدّولة المضيفة برشاوى قدمّتها للجان الفيفا (FIFA) كي تختار هذا البلد العربي. كل هذه الأخبار ما زالت قيد التّحقيق وغير مؤكّدة، إذاً ماذا نعلم حقّاً عن هذه الإتّهامات؟ وماذا يحصل مع العمّال الموكّلين ببناء أكبر وأكثر ملاعب كرة القدم تطوّراً؟
آخر مستجدّات الملاعب
الملاعب التي تُحضّر لكأس العالم في قطر تمتلك مميّزات لم يشهدها جمهور كرة القدم من قبل إذ أكّد المسؤولين القطريّين والشّركة الألمانيّة المتعهّدة أنّهم سيبذلون ما بوسعهم لتأمين كل وسائل الرّاحة لمحبّي هذه الرّياضة وهذا يتضمّن وسائل عزل الحرارة إذ تشهد قطر موجات حرّ خصوصاً في الفترة المعهودة لتنظيم هذه البطولة. وإن أهمّ هذه الوسائل بناء ملاعب ذو سقف متحرّك أو مغلق دائماً مع مبرّدات تنتشر في كل أرجاء الملعب. هذه التّطورات ليست للرّفاهيّة بل هي ضروريّة، كما من الممكن أن تغيّر الفيفا تاريخ إجراء المسابقة من شهريّ حزيران وتموز لنيسان وأيّار. نذكر من أهم الملاعب:
روسيا وتحضيرات كأس العالم ٢٠١٨: كل ما يجب أن تعرفه
ملعب لوسيل الدّولي (Lusail Iconic Stadium)
ما زال هذا المبنى قيد الإنشاء و سيكون أكبر ملعب في هذه الدّورة مع إمكانيّة تحمّل ما يقارب ٨٧ ألف مشاهد. بدأ العمل فيه في شهر نيسان من العام ٢٠١٧ وبالطّبع مع انتهائه سيمتلك سقفاً متحرّكاً.
ملعب خليفة الدّولي (Khalifa International Stadium)
تم إنشاء هذا الملعب في عام ١٩٧٦ لكن عمليّات التّجديد ستسمح باستخدامه في سنة ٢٠٢٢. هذه المنشأة تُعرف بالملعب الوطنيّ ولها أهداف عديدة لا فقط ملعب كرة القدم بل هي جزء من المدينة الرّياضيّة في العاصمة القطريّة الدّوحة. يستوعب هذا المدرّج ما يقارب ٤٨ ألف مشاهد.
ملعب المدينة الرّياضيّة (Sports City Stadium)
قد تصل تكلفة هذا الملعب إلى ما يوازي المليار و ٥٠٠ مليون دولار بسبب الهندسة الغريبة نسبيّاً، وظائف الملعب المتطوّرة كالسّقف المتحرّك وسعة الملعب التي قد تصل حتّى ٤٧ مشاهد.
واجهت قطر تحدّيات أكثر من ما توقّعت قبل بدء المشاريع البنائيّة وهي الآن تحاول تخفيض عدد الملاعب التي ستستضيف بطولة كأس العالم من ١٢ ملعباً لثمانية أو تسعة فقط.
لماذا كرة القدم الرياضة الأكثر شيوعاً في العالم؟
أسباب الجدال و النّزاعات
من بعد ما فازت قطر بشرف إستضاف هذه المسابقة العالميّة، زادت الإشاعات والإتّهامات الموجّهة نحو الجمعيّة الوطنيّة القطريّة المسؤولة عن تنظيم كأس العالم، كما أن الفيفا لم تَسلم من بعض الإدّعاءات. تنقسم المشاكل إلى شقّين، الأوّل يتعلّق بالحرارة الزّائدة التي قد تهدّد تنظيم هذه البطولة والثّاني يرتكز على الجرائم التي يمكن أن تكون قد ارتكبت بحق العاملين.
قد يكون من المستحيل إقامة هذه المسابقة في الفترة المعهودة لها في عام ٢٠٢٢ بسبب الحرّ الشّديد الذي يضرب قطر في الصّيف ولهذا السّبب تعمل الدّولة المنظّمة على إنشاء ملاعب مقفلة ومبرّدة، كما تداول أحاديث عن إقامتها في أشهر الرّبيع. لكن هذه ليست المشكلة الأساسيّة، فقد اتًّهمت جهات قطريّة برشوة هيئات من الفيفا كي يسلّمونهم حقّ التّنظيم. ما زالت التّحقيقات تأخذ مجراها لكن لا دليل يُثبت هذه الجرائم حتّى الآن، لكن نشهد أيضاً إتّهامات تبيض أموال من خلال عمليّات البناء. على الرّغم من براءة الدّولة القطريّة من كل هذه الأخبار، يمكن أن نشهد زعزعةً في موعد البطولة.
إشاعات أخرى تروي إختراقات لحقوق الإنسان تجاه العاملين في بناء المدرّجات، وهذه الإختراقات تشمل أعمال السّخرة، العمل الإجباريّ أو العمل في حالات قصوى.
من الجدير الإشارة أن هذا الكأس سيكون الأخير الذي يشارك فيه ٣٢ فريق، فمع كأس العالم سنة ٢٠٢٦ سيزيد هذا الرّقم ليصبح ٤٨ إذ إن عدد أكبر من البلدان يرفعون من مستوايتهم في رياضة كرة القدم.
الكاتب: 
هاشتاغ: