حدّدت الفيفا تاريخ ١٤ حزيران من العام المقبل بداية المباراة الأولى في مسابقة كأس العالم لكرة القدم (FIFA World Cup). مع إقتراب هذا الموعد تتسارع التّحضيرات التي لا تنحصر فقط في بناء الملاعب بل تطال أيضاً البنية التّحتية للمدن المضيفة كما سنشهد تغييرات على مستوى أجهزة النّقل العام، تحسين حالة الطّرقات وتطوير خدمات المطارات ومحطّات القطار. هذه التّغييرات ضروريّة كي تتمكّن الدّولة المضيفة من إستيعاب الكميّة الكبيرة من عشّاق هذه الرّياضة الذين يتوافدون كل ٤ سنوات من كل أقطاب العالم لحضور المباريات.
تنكبّ أنظمة الدّولة على العمل بهدف الإنتهاء من كل التّحضيرات قبل موعد بدء البطولة لكن ليس من دون مقابل، إذ كل بلد يستضيف حدث كهذا يتوقّع مردود ماديّ هائل يحصده في تلك الفترة وأكبر مثل هو كأس العالم الأخير في البرازيل حيث قارب دخل الدّولة ١١ مليار دولار. لكن كما في آخر بطولة، تحيط موجة من الجدالات عمليّات البناء التي تُشرف عليها الدّولة الرّوسيّة خصوصاً فيما يتعلّق بحالة العمّال الجسديّة والنّفسيّة.
كأس إتّحادات الفيفا (FIFA Confederations Cup)
تعدّ هذه المسابقة أهمّ جزء من التّحضيرات لكأس العالم، فهذا الكأس يختبر جهوزيّة الدّولة قبل الحدث الأكبر. تبدأ البطولة قبل عام من كأس العالم وتستمر لمدّة شهر تقريباً وتكون الملاعب الجاهزة في هذه الفترة الأماكن الحاضنة للمباريات. حتّى الآن جهّزت روسيا ٤ ملاعب وبقيَ ثمانية آخرين. يشارك في هذه البطولة بطل كل قارّة بالإضافة للفائز في كأس العالم والدّولة المضيفة. لم تتأهّل البرازيل ، وهي آخر الفائزين، لمسابقة عام ٢٠١٧ إذاً من المؤكد تتويج بطل جديد مع بداية شهر تمّوز.
الملاعب الجاهزة وعمليّات البناء
تمكّنت روسيا من إنجاز ٤ ملاعب كي تتمكّن من تنظيم كأس الإتّحادات لكن التّحدي الأكبر ما زال أمامها إذ يُتوقّع منها تحضير ١٢ ملعباً قبل البطولة الكبرى. أمّا على مستوى عمليّات البناء فمازلنا نشهد أحاديث ومقالات حول الفساد المتعلّق بتكلفة الملاعب وسير العمليّات، لكن كما الحال في المسابقات الماضية، تُنسى تلك الأقاويل مع بدء المباريات.
ملعب ساينت بطرسبرج: يعدّ هذا المجمّع من أهم الملاعب في روسيا، بدأت عمليّات البناء منذ حوالي ١١ عام قبل أن تختار الفيفا مضيف كأس العالم ٢٠١٨. حجم هذا الملعب ليس سبب إهتمام محبّي كرة القدم به إذ مع بدء البناء إزدادت الإشاعات والتّقارير عن الفساد و السّرقة المنتشرتين في هذا المشروع حتّى قيل أن تكلفته تخطّت ٧٠٠ مليون دولار على الرّغم من أن السّعر الأوّلي لبناء ملعب كهذا لا يفوق ٢٢٠ مليون دولار. إزدادت المشاكل عندما ضبطت اللّجان الفاحصة أكثر من ٢٠٠٠ مشكلة في بُنية الملعب ما منع فريق زنيت ساينت بطرسبرج (Zenit St. Petersburg) من الإنتقال إليه بشكل دائم.
كازان أرينا (Kazan Arena)
إنتهت عمليّات البناء عام ٢٠١٣ ولم تصدر تقارير عن مخالفات أو فساد خلال فترة العمل.
ملعب فيشت الاولمبي (Fisht Olympic Stadium)
إستُعمل هذا الملعب الواقع في مدينة سوتشي (Sotchi) في المسابقات الأولمبيّة الشّتويّة في عام ٢٠١٤ و اعتُبر شبه جاهز لاستضافة مباريات كأس العالم على الرّغم من احتياجه لبعض التّصليحات.
أوتكريتي أرينا (Otkrytiye Arena)
أصبح جاهز عام ٢٠١٤ و يتمركز هذا الملعب في العاصمة الرّوسيّة موسكو وهو الملعب الرّسمي لنادي سبارتاك موسكو (Spartak Moscow FC) والمنتخب الرّوسي.
الإشاعات والإتّهامات بالفساد
عدا عن توجيه أصابع الإتّهام نحو الحكومة الرّوسيّة بجرم الفساد و سماع أخبار تروي تلقّي لجان مراقبة من الفيفا رشاوى، أصدرت منظّمة حماية حقوق الإنسان (Human Rights Watch) بيانات تبيّن إستقدام روسيا عمّال من كوريا الشّماليّة وإجبارهم على العمل بظروف قاهرة مع مردود مالي شبه معدوم. كما ورد في بعض الملّفات مقتل أكثر من ١٧ شخص كانوا يشاركون في عمليّات البناء.