كشفت الصحافة الأمريكية خلال اليومين الماضيين بمقالات عن شخصية غامضة بدأت تلفت الأنظار إليها لدورها الذي بدأ يتضح في وصول ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، ومن فوربس وحتى صحيفة نيويوركر وبلومبرغ، تشير مقالات عديدة إلى أن عائلة ميرسِر لعبت دورا محوريا في نجاح دونالد ترامب بل لا تزال ترسم الخطوط العريضة لسياسته.
فيما كان بيل غيتس نموذجا للثراء حملته التسعينيات مع صعود الكمبيوتر الشخصي ودخوله القطاع الاستهلاكي، أصبح في الولايات المتحدة نموذجا آخر من الأثرياء مثل روبرت ميرسِر وهو عالم كمبيوتر استخدم خبرته مع أمثاله لجمع ثروات طائلة من استغلال التقنية للتحكم بكل شيء حتى التحكم بالولايات المتحدة الأمريكية وتحديد من يتولى الرئاسة فيها.
تشير بلومبرغ إلى أن ميرسر قام بتمويل حملة إعلانات لـ آرثر روينسون وهو سياسي من الحزب الجمهوري لا يعرفه شخصيا وأنفق 600 ألف دولار على دعاية تلفزيونية له، رغم أن روينسون الجمهوري لديه أفكار غريبة بل مثيرة للضحك، وكانت حملته الخاسرة غريبة لأنه حققت أعلى نتائج سبق لمرشح جمهوري تحقيقها في ولايته، ولكنها بدت كأنها "بروفة" لما هو قادم.
وتحت عنوان "عن شخصية العدوّ: من يحكم اميركا اليوم؟ (1)" كتب عامر محسن في صحيفة الأخبار عن ظاهرة تثير الاهتمام على الساحة الأمريكية.
في ضواحي مدينة نيويورك، على لسانٍ من الأرض يمتدّ في البحر قرب لونغ ايلاند، تجد صفوفاً من القصور المبنية على الواجهة البحرية، كلفة كلٍّ منها تقدّر بملايين الدولارات، وهي كلها ملكٌ لموظّفي شركةٍ واحدة: «رينيساس تكنولوجيز»(وبحسب «بلومبرغ»، يسمّي السكّان منطقة «اولد فيلد» حيث تتوزّع هذه القصور والمنازل «ريفييرا رينيسانس»). «رينيسانس» شركة مالية تدير ما يسمّى بـ»محفظة تحوّط» (hedge fund)، أي صندوق يضع المستثمرون فيه أموالهم، فيقوم خبراء هذه الشركة بإدارتها والمراهنة على تغييرات البورصة وتحقيق المكاسب ــــ وينال مديرو هذه الصناديق، بالمقابل، نسبةً معتبرة من الأرباح.